للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إعطاء المصحف لابنته - يعني أبابكر - ولعله كان يعرف طبيعتها المتقلبة.." (١) ؛ ويتهمها بأنها حاربت علياً لأنه لم يناصرها في حديث الإفك، وقال لمحمد عندما استشاره في أمرها: النساء غيرها كثير (٢) ؛ واتهمها بالخبل، هي ونساء النبي صلى الله عليه وسلم الأخريات، ومما قاله هنا ".. ولم نر شابات مخبولات كهؤلاء الشابات - يعني نساء النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: ".. فقد كن كعصابة مخبولات.." (٣) .

كل هذه تهم جزافية لا تستند إلى روايات تاريخية صحيحة مبرأة من الأغراض أو غير صحيحة (٤) .

وقد سمعت عائشة رضي الله عنها بعض هذه التهم في حياتها، مثل اتهامها بأنها حاربت علياً لأنه لم يناصرها في حديث الإفك، فقالت في ردها عليهم، وهي تودع الناس بعد انقضاء موقعة الجمل: ".. يابني، تَعَتَّبَ بعضنا على بعض استبطاءً واستزادة، فلا يَعْتَدَّنَّ أحد منكم على أحد بشيء بلغه من ذلك؛ إنه والله ما كان بيني وبين علي في القديم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها، وإنه عندي على معتبتي من الأخيار وقال علي معقباً على كلامها: "يا أيها الناس، صدقت والله وبرت، ما كان بيني وبينها إلا ذلك،


(١) المرجع نفسه، ص ١٥٦.
(٢) المرجع نفسه، ص ١٩٥. وممن سبق بودلي إلى هذا الزعم شيخه درمنجهم: حياة محمد، ص ٣١٢، ولفظه " فلم تعف عائشة عن علي لقوله هذا " وزاد عليه بودلي ما زاد كما نلحظ.
(٣) المرجع نفسه، ص ٢٣٩.
(٤) انظر كذلك درمنجهم، حياة محمد، ص ٣٢٢.

<<  <   >  >>