للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة" (١) .

وهل كانت عائشة رضي الله عنها مخبولة؟ وهي التي أطنب المؤرخون في وصف ذكائها، ومنهم بودلي نفسه الذي قال عنها: ".. فقد كان في رأس هذه الفتاة أكثر مما في رأس ألف نابه.." (٢) . وأصحاب الأغراض والأهواء دائماً متناقضون، وهل المخبول هو من ينكث ما غَزَلَه خلال لحظات؟ أو الذي اتفق المؤرخون على ذكائه وفقهه وفهمه وسعة علمه وقوة حافظته؟!

روى ابن سعد (٣) حديث مسروق، ونصه: ".. رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر يسألونها عن الفرائض"؛ وحديث عطاء بن أبي رباح، قال: "كانت عائشة أفقه الناس وأعلم الناس وأحسن الناس رأياً في العامة وحديث هشام بن عروة عن أبيه: "ما رأيت أحداً أعلم بفقه ولا بطب ولا بشعر من عائشة" (٤) ؛ وحديث أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه: "ما أشكل علينا أمر فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها فيه علماً" (٥) . وقول الزهري: "لو جمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء


(١) الطبري: التاريخ (٤/٥٤٤) ، أحداث سنة ٣٦هـ، بسنده عن السري عن شعيب، عن سيف بن عمر عن محمد وطلحة.
(٢) الرسول، ص ١٩٥.
(٣) الطبقات (٨/٦٦) ، بإسناد حسن، وقال الساعاتي في الفتح الرباني (٢٢/١٢٨) : رواه الطبري وإسناده حسن، وأورده ابن حجر في الإصابة (٤/٣٦٠) .
(٤) وحديث هشام عند أحمد: الفتح (الفتح (٢٢/١٢٤) ، وذكر الساعاتي سنده وتخريجه كما هو معروف في منهجه في الفتح، وإسناده صحيح من بعض طرقه، فانظره، وقال الساعاتي كذلك في الفتح (٢٢/١٢٨) " رواه الطبراني بإسناد حسن"، وذكر لها الساعاتي بيتين من الشعر.
(٥) الساعاتي: الفتح (٢٢/١٢٨) ، وقال رواه الترمذي وصححه.

<<  <   >  >>