للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكان علم عائشة أفضل" (١) ، وقول الزبير بن بكار عن أبي الزناد، قال:"ما رأيت أحداً أروى لشعر من عروة، فقيل له ما أرواك، فقال: ما روايتي في رواية عائشة؟ ما كان ينزل بها شيء إلا أنشدت فيه شعراً وعن معاوية رضي الله عنه قال: "والله ما رأيت خطيباً قط أبلغ ولا أفصح ولا أفطن من عائشة" (٢) ، وقد روت عن النبي صلى الله عليه وسلم (٢٢١٠ حديثاً) ، وهي رابعة الأربعة الأوائل المكثرين من الصحابة في رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم (٣) .

هل يعقل ألا تقع عين بودلي على مثل هذه النصوص عندما كان يجمع مادة مؤلفه عن حياة محمد صلى الله عليه وسلم؟! ولماذا يردد ترهات الروافض ومتعصبة المستشرقين التي تنتقص من قدر عائشة رضي الله عنها، ويعرض عن الروايات الكثيرة التي ترفع من قدرها وشأنها؟ ألم تقع عيون مشايخه الذين أخذ عنهم دون الرجوع بنفسه إلى المصادر على ما أخرجه الأئمة الأعلام من آثار عن مناقب عائشة الكثيرة في العلم والتوجيه والزهد، مثل ما أخرجه ابن سعد (٤) من طريق أم ذرة التي قالت:"بعث ابن الزبير إلى عائشة بمال في غرارتين يكون مائة ألف، فدعت بطبق، وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم في الناس. قال: فلما أمست قالت: يا جارية: هاتي فطوري، فقالت أم ذرة - الجارية -:


(١) الساعاتي: الفتح (٢٢/١٢٨) ، وعزاه إلى الهيثمي، وذكر قول الهيثمي فيه، حيث قال: " رواه الطبراني مرسلاً ورجاله ثقات ".
(٢) أورده الساعاتي في الفتح (٢٢/١٢٨) ، وعزاه إلى الهيثمي، من حديث معاوية، وقال: قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.
(٣) انظر في هذا: د. الطحان: تيسير مصطلح الحديث، ص ١٩٩.
(٤) الطبقات (٨/٦٨) ، وإسناده صحيح.

<<  <   >  >>