للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول في معرض الكلام عن غزوة بدر: ".. وإن الذين يعتقدون في المعجزات يقولون: إن شيئاً غير عادي قد وقع في هذه اللحظة، فإن جيشاً من الملائكة على رأسه جبريل، قد استجاب لنداء محمد، وشاركوا المسلمين في قتالهم.." (١) .

لأن بودلي لا يؤمن بأن القرآن وحي من الله، وليس بعد الكفر ذنب، فقصة الإسراء والمعراج التي يصفها بأنها أسطورة عربية، ثابتة بنص القرآن الكريم، وقد أشار هو بنفسه إلى الآية الدالة على هذا، وهي الآية الأولى من سورة الإسراء. ولم تكن الإشارة إليها في سورة الإسراء فقط - وهي السورة التي سميت باسم هذا الحادث - بل هناك إشارة أخرى لها في سورة النجم، حيث ذكر الله سبحانه وتعالى قصة المعراج وثمرته، كما في الآيات: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى} [النجم: ١٣-١٨] .

والقصة ثابتة كذلك بالأحاديث الصحيحة المتواترة، وليس بحديث واحد متواتر يؤمن به المسلمون، كما أشار.

وليس صحيحاً أنه لا يوجد عن محمد صلى الله عليه وسلم ما يثبت أن هذه الرحلة الليلية قد تمت، كما يزعم بودلي! وذلك بدليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار.." (٢) ، و: ".. مررت ليلة أسري بي مررت على


(١) المرجع نفسه، ص ١٤١.
(٢) أحمد: المسند (٣/٢٢٤) ، بسند صحيح كما قال محققو الموسوعة الحديثية (٢١/رقم ١٣٣٤٠) ؛ أبو داود (٤٨٧٨) ، بإسناد صحيح.

<<  <   >  >>