للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٣-٢٤] . وهكذا تدرج القرآن في تحديه بمعجزته من الكل إلى الجزء.

أما تشكيكه في مشاركة الملائكة في القتال مع المسلمين ضد المشركين يوم بدر، فهو شك في غير محله، لأن هذه المشاركة ثابتة كذلك بنصوص قرآنية؛ منها قول الله سبحانه وتعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [الأنفال: ٩] ؛ وقوله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ} [الأنفال: ١٢] ؛ وثابتة بنصوص حديثية صحيحة؛ فقد روى مسلم (١) : "بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين أمامه، إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم (٢) ، فنظر إلى المشرك أمامه، فخر مستلقياً، فنظر إليه، فإذا هو قد خطم أنفه، وشق وجهه كضربة السوط، فاخضرَّ ذلك أجمع. فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة".


(١) صحيحه (٣/١٣٨٤ـ١٣٨٥/برقم ١٧٦٣) .
(٢) اسم فرس الملك، كما قال النووي في شرح صحيح مسلم (١٢/٨٦) ، وابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (١/٤٦٧) .

<<  <   >  >>