للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسؤال هنا: لماذا يشير بودلي إلى الشعر اللاذع الذي قاله حسان في حديث الإفك كما يزعم، ولم يشر إلى الشعر الذي يبرئ عائشة رضي الله عنها مما نسب إليها من الإفك؟

لقد غرر المنافقون بحسان وحمنة ومسطح رضي الله عنهم: الثلاثة الذين أقيم عليهم حد القذف، فقالوا ما قالوا، ولكنهم أيقنوا بخطئهم عندما نزل القرآن مبينا الحقيقة في أمر الإفك، وتابوا، وقال حسان شعراً يدل على توبته واعتذاره عن خطئه. ومما رواه ابن هشام (١) عنه في حق عائشة رضي الله عنها:

حَصَانٌ (٢) رزانٌ (٣) ما تُزَنُّ (٤) بريبة ... وتصبح غَرْثى (٥) من لحوم الغوافل (٦)

عقيلة (٧) حيٍّ من لؤي بن غالب ... كرام المساعي (٨) مجدهُم غيرُ زائل

مهذبة (٩) قد طيَّب الله خيمها (١٠) ... وطَهَّرها من كل سوء وباطل


(١) السيرة النبوية (٣/٤٢٤ـ٤٢٥) ، بدون إسناد.
(٢) حصان: عفيفة.
(٣) رزان: عاقلة أو رزينة أو ملازمة لموضعها لا تنصرف عنه كثيراً.
(٤) تزن: ترمى وتتهم.
(٥) غرثى: جائعة.
(٦) الغوافل: جمع غافلة، وهي الغافلة عن الإثم.
(٧) عقيلة: كريمة.
(٨) المساعي: جمع مسعاة، وهي ما يسعى فيه من طلب المجد والمكارم.
(٩) مهذبة: صافية مخلصة.
(١٠) الخيم: الطبيعة.

<<  <   >  >>