للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإسكندر من قبل ونابليون من بعد.. إن استيلاء محمد على خيبر يبين لنا إلى أي حد أصبح الإسلام خطراً على العالم".

تضمن كلام مرغليوت هذا عدة مغالطات، رددنا على معظمها خلال ردنا على مزاعم وافتراءات ومغالطات بودلي. وإذا كانت هناك نقطة أخرى تستحق الوقوف عندها مرة أخرى فهي إيحاؤه وإيماءاته بأن سبب غزوة خيبر كان قتل أحدهم رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم لقبض ما فرض عليهم من مال.

قلت: وهذا خطأ وافتراء عظيم على الحقيقة التاريخية، التي لا نشك أن مرغليوت يعرفها، ولكن التعصب يصم ويعمي. فالصواب والثابت تاريخياً، وفي الصحيحين (١) بصفة خاصة، أنَّ قَتْلَ أحد يهود خيبر رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم - عبد الله بن سهيل - كما سبق ذكره في ردنا على بودلي، كان بعد غزوة فتح خيبر، وليس قبلها، ومن هنا يتضح لنا التدليس الذي يمارسه المتعصبون من المستشرقين على القراء، والتحريف المتعمد لحقائق السيرة النبوية بصفة خاصة والتاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية بصفة عامة.

وعلى القارئ أن يتأمل تخبط المستشرقين عند تناول سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. فمرغليوت يزعم أن سبب فتح خيبر قتل أحد يهودها رسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويأتي من بعده بودلي ليقول إن محمداً أراد تعويض خيبة الأمل التي فرضها على أصحابه في الحديبية، ومن قبلهما يزعم فلهاوزن أن القضاء على اليهود، أو طردهم من الحجاز كان لأسباب واهية.


(١) انظر البخاري /الفتح ٢٢/٣٤٠/رقم ٦١٤٢، ٦١٤٣، مسلم (٣/١٢٩١- ١٢٩٥/رقم ١٦٦٩) ، ورواه غيرهما، اكتفينا برواية الصحيحين للاختصار.

<<  <   >  >>