للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مِنَ المَفْهُومِ .. إِلَى التَّطْبِيقِ:

إذا كانت إحدى القوتين صاحبتي المصلحة في بقاء المسلمين ضعفاء: تنبني الدعوة إلى الماسونية، والصليبية الدولية، والأخرى تقوم على أمر الإلحاد العلمي، فإنهما مَعًا يرعيان «العلمانية» .. و «الاستشراق» .. و «علاقة العلم بالدين».

وأولى وسائل التطبيق لأي من هذه المذاهب الهدامة في مجتمع من المجتمعات الإسلامية المعاصرة، هي اختيار هذه القوة أو تلك من القوى صاحبة المصلحة في إضعاف المسلمين وإبقاء مجتمعاتهم ضعيفة، للأشخاص الوطنيين في هذه المجتمعات ومساعدتهم على تولي الوظائف القيادية: في الثقافة .. والتعليم .. والروابط الاجتماعية .. والترويج لمذهب من المذاهب الهدامة ضد الإسلام في أي مجتمع إسلامي لا يأتي من فراغ، وإنما عن طريق اختيار هؤلاء الأشخاص، الذين يخضعون لتجربة الولاء والخضوع لهذه القوة أو تلك.

وثانية الوسائل اتفاق القوى الدولية التي تتميز بالرغبة الجامحة في إضعاف المجتمعات الإسلامية أو الحرص على بقائها ضعيفة، على عدم معارضة أية قوة من هذه القوى للأخرى فيما تسلكه من طريق قد يكون عنيفًا لإخضاع هذا المجتمع أو ذاك للتعبية. فاجتماع «يالتا» أثناء الحرب العالمية الثانية قسم نفوذ القوتين العظميين اللتين دخلتا الحرب مَعًا ضد ألمانيا وإيطاليا، في عالم ما بعد الحرب والنصر .. والحرب ضد باكستان الكبرى في ديسمبر ١٩٧٠ كان باتفاقهما .. ودخول السوفييت أفغانستان وإخضاعها إلى الحكم الإلحادي كان باتفاقهما كذلك، وإن كان بقاء السوفييت هناك إلى ما شاء الله: لم يكن موضع الوفاق بين القوتين العظميين!.

* * *

<<  <   >  >>