هذه جملة من المذاهب الهدامة توجه كمعاول هدم ضد الإسلام في غفلة من أكثر المسلمين، وربما عن وعي لقلة منهم .. وربما أيضًا بمعاونة بعض هذه القلة التي تعي ما يصنع الإسلام.
هنا: العلمانية .. وهنا الماسونية .. وهنا الصليبية العالمية .. وهنا الاستشراق .. وهنا الإلحاد العلمي .. وهنا العلم والدين.
نحن نطلق عليها «مذاهب» ولكنها في واقع أمرها: حيل وألاعيب، تخفي أهواء ورغبات:
[أ] من يقول: إن التربية الدينية تضاد الطبيعة البشرية؟.
- تقول ذلك فلسفة «جون ديوي» التربوية، التي من الأسف تؤسس عليها كليات التربية في مجتمعاتنا الإسلامية وهي فلسفة تتجه إلى «العلمانية» وإبعاد الدين عن مجال التربية، والتشريع مَعًا.
[ب] من يقول: إن «الماسونية» .. وهي دعوة إلى «العالمية» عن طريق إبعاد الدين .. والوطن .. والعرق، عن رؤيا الإنسان في الحكم والعلاقات بين الإنسان والإنسان: مذهب فكري واتجاه إنساني؟ نعم الدين يقول بأبعاد الوطن، والعرق، والقبيلة، عن مجال الرؤيا للإنسان، ولكنه يحدد هذا المجال بأبعاد الرسالة الإلهية، وهي المحيطة بخواص الطبيعة الإنسانية وحدود السبيل السوي لمواقفها وسلوكها.
إن الفكر في سلامته، وفي صحة منطقه: يجب أن لا يخضع للهوى والرغبات، فإذا حرصت الماسونية على مصالح اليهود وحدهم مفرقين في العالم، أو مجتمعين في إسرائيل، على حساب أهل الأديان الأخرى كانت لحزب دون آخر، وما هكذا يكون شأن الفكر، وإنما هو شأن الهوى.