ولعل الاستشراق هو أبرز المجالات لتمكين الصليبية الدولية .. والإلحاد العلمي من ترويج ما تبتغيه الكتلتان الصليبية والإلحادية مَعًا ضد الإسلام، وباسم البحث العلمي.
فالقوة التي تحمي الصليبية الدولية من أركانها: المستشرقون الغربيون، أو الماركسيون من عمد الإلحاد العلمي في المجتمعات الإسلامية.
والاستشراق بحوث ودراسات في قضايا التراث الإسلامي: في العقيدة .. وفي الفقه .. والشريعة .. وفي التاريخ السياسي .. وفي الإمامة والخلافة .. وفي الفلسفة .. وفي الاجتماع .. الخ. قام بها قساوسة ولاهوتيون بتكليف من الكنيسة، أو من وزارات الخارجية للدول الغربية أو الشرقية على السواء، ويدعون فيها التزامهم بمناهج البحث العلمية، وقد يدرسون قضايا أدبية أو لغوية في العربية إما للتمويه، أو للإبراز فقط .. ينتقلون منها إلى ادعاء شيء معين، كمشرع كتابة العربية بالأحرف اللاتينية، ادعاء لتيسير النطق بالعرية وتخفيف الحركات الإعرابية. ثم دخل الاستشراق الآن من ليسوا قساوسة ولا لاهوتيون، وإنما متخرجون في الجامعات ومسيرون في بحثهم طبقًا لمنهج الاستشراق العام.
ومعظم النتائج التي يتوصل إليها المستشرقون إما أن ترجع إلى سوء فهم باللغة العربية والتراث العربي .. إما أن تعود إلى قصد التحريف في مبادئ العقيدة، وبالأخص في دائرة ما يختلف فيه القرآن عن التوراة والإنجيل.