والتربية الأساسية المشار إليها هي التربية الإسلامية لصياغة الأفراد وإعدادهم لأداء ما يناط بهم، مع التربية النوعية التي تؤهلهم للمهن والحرف المختلفة في الحياة والمزاوجة في مراحل التعليم المختلفة بين التربية الأساسية والأخرى النوعية في المجتمعات الإسلامية بفرضها وضع المسلمين بين القوتين العالميتين في وقتهم الحاضر.
* * *
وهكذا: إذا كانت العلمانية .. والماسونية .. والإلحاد العلمي .. والعلاقة بين العلم والدين قد وجهت فيما مضى إلى المسيحية، فإنها الآن مع «الاستشراق» ... والصليبية الدولية: توجه مجتمعة إلى الإسلام في المجتمعات الإسلامية المعاصرة وتلاحظ أن أَيًّا منها لم يوجه إلى اليهودية كدين .. الأمر الذي يدل على أنها من صنع العقلية اليهودية العالمية.
والمهمة الأولى لوسائل الإعلام الإسلامي يجب:
أولاً: أن تكشف عن التحديث لهذه الاتجاهات ضد الإسلام بعرض المآخذ التي يوجهها بأسلوب علمي موثق، ونقضها نقضًا منهجيًا.
وثانيًا: أن تعرض المبادئ الإسلامية وملاءمتها لخصائص الطبيعة البشرية بحيث يتكون من عرضها منهج عملي في حياة الإنسان: يلتزمه في السلوك .. والمعاملة معًا.
وثالثًا: أن تعمل على وضع منهج للتربية الأساسية للفرد المسلم في أي مجتمع في جميع مراحل التعليم، بما فيها مرحلة التعليم الجامعي، وبالأخص في دراسة كليات التربية، على أن يكون هدف هذا المنهج هو إعداد «الصلاحية» و «الأهلية» لدى الفرد المسلم لأداء الواجب في رقابة ذاتية وفي خشية من الله لأداء وظيفته في المجتمع التي تؤهله لها تربيته النوعية في المهنة أو الحرفة.