وإذا كانت المذاهب الهدامة بمثابة تبريرات لطغيان القوي بقوته لحمل الضعيف على قبول التبعية والرضا باستغلاله، فأصحاب القوة إذن هم أصحاب المصلحة في نشر تلك المذاهب وترويجها بين الضعفاء .. هم الذين يدفعون بها وإليهم، ويدفعون عنها بينهم لتظل واقعًا في حياتهم.
وأصحاب هذه القوة إذن هم أصحاب المصلحة والنفعة. ومصلحتهم لدى الضعفاء هي استغلالهم إن كانت لهم طاقات بشرية، أو امكانيات اقتصادية في المواد الأولية أو في تسويق المنتجات الصناعية لما يصنعون.
إن المذاهب الهدامة قامت ونشأت لتهدم فعلاً: لتهدم الدعوة إلى مؤازرة الضعفاء بعضهم لبعض فيما بينهم على أساس من الإيمان بالله .. لتهدم سعي هؤلاء في سبيل التمكن من الاستقلال ودفع التبعية والاستغلال بسبب الضعف، بعيدًا عن أنفسهم .. لتهدم محاولات هؤلاء أن يستقلوا بإمكانياتهم الاقتصادية ومواردهم من المواد الأولية .. لتهدم سيادتهم على أموالهم وطاقاتهم .. لتحول دون أن تكون لهم إرادة في الإشراف على هذه الأموال، وفي التصرف فيها.
١ - ثم كان إكراه المسلمين في مجتمعاتهم على قبول «العلمانية»