والادعاءات التي يتوصل إليها كثير من المستشرقين - في الغرب أو في الشرق - تكاد تكون تكرارًا لما كان يدعيه مشركو مكة على عهد الرسول - عَلَيْهِ السَّلاَمُ -. والفرق أن ما يدعيه المكيون يعود إلى اعتقادهم في الشرك والوثنية.
وقد صاحبت بحوث المستشرثن ثقة من كثير من المسلمين فيما يكتبون وينشرون:
أولاً: للتنظيم الذي يتبعونه في التبويب والتصنيف، والإخراج، واستيفاء التاريخ الزمني للأحداث، واستيعاب ظروفها، مما يجذب كثيرًا من المسلمين إلى الاستعانة بما يكتبون، وبالأخص بـ " دائرة المعارف الإسلامية ".
وثانيًا: لما راج بين المسلمين بحكم الاستعمار عن الغربيين عامة أنهم أهل حضارة وأنهم قادة في الثقافة، والعلم. وقد ارتبطت حضارتهم بصناعتهم: في الجودة، والدقة. فعلمهم ونتائج بحوثهم كذلك على هذا النحو في الجودة والدقة!!! هكذا يتصورها الكثيرون من المسلمين.
وثالثًا: إلى الفراغ في التأليف الإسلامي والعربي، والفجوة الواسعة بين كتب الأمس وما يطلب من كتب اليوم والغد. فالمراجع العربية والإسلامية السابقة تحتاج في فهمها والنقل عنها إلى دربة خاصة ومراس في تحديد وجه من وجوه الاحتمال في تراكيبها، وليس من السهل إذن: الرجوع إلى تلك الكتب واستخلاص الرأي المحدد منها في زمن وجيز. ومن هنا كانت دراسة الأزهر القديمة هي الطريق المتعين للإفادة من كتب التراث السابقة.