للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وفي التطبيق في دائرة الاستشراق:

وفي التطبيق في دائرة الاستشراق تدفع بعض الحكومات في المجتمعات الإسلامية المعاصرة ببعض الشبان من أبناء المسلمين المتخرجين في الجامعات في البلاد العربية والإسلامية، ومن الذين ينتظر منهم أن يسدوا الفراغ في الكادر الجامعي لتميزهم وتفوقهم على زملائهم إلى كبار المستشرقين في الجامعات في أوروبا وأمريكا الشمالية، لتوجيههم وتأهيلهم أكاديميًا، حتى يمكن لهم بعد عودتهم أن يباشروا التدريس في الكليات الجامعية الوطنية.

وفي توجيههم يثير الكثير من المستشرقين شبهات ضد القرآن .. وضد الرسول - عَلَيْهِ السَّلاَمُ - .. وضد الإسلام، وهي شبهات جمعها المستشرقون على طول عهد الاستشراق بعد تحريف أو تأويل غير سليم لنصوص وردت فيها أو بناء على روايات مكذوبة. وتعتبر هذه الشبهات «رصيد الاستشراق» في الدراسة والبحث (١)، ويتركون لهذه الشبهات: أن تؤتي أكلها في نفوس الشباب المسلم الذي ذهب إليهم، عن حسن نية يتتلمذ عليهم. وربما يحس بعض الطلاب من أساتذتهم المستشرقين: أن حصولهم على المؤهل الأكاديمي - وهو درجة الدكتوراه - رهن بقبولهم لهذه الشبهات وتبنيها في بحوثهم وفي كتاباتهم.

وبعض الطلاب الباكستانيين مثلاً - وباكستان هي الدولة التي قامت على أساس الإسلام - أرسل في الخمسينات من الحكومة


(١) وكتابنا " الفكر الإسلامي الحديث وصلته بالاستعمار الغربي " يكشف الكثير من شبهات المستشرقين في دراساتهم المختلفة.

<<  <   >  >>