(فطريقة المزلقة) تطبق عندما يكون الهدف ألا يقف البحث عند فكرة معينة، فتطرح خلال المناقشة أفكار جديدة بالتوالي، طرحاً لا تنتهي معه المناقشة إلى أية نتيجة عملية ..
وطريقة (الاستبدال) تطبق عندما يرى الاستعمار من مصلحته- بينما تكون المعركة محتدة حول فكرة معينة- أن يطلق في حلبة الصراع، فكرة جديدة تكون أقل ضرراً بالنسبة لمصلحته.
أما طريقة (البتر) فإنها تطبق عندما توشك مناقشة أن تأتي بنتيجة في موضوع هام في صحيفة وطنية مثلاً، وإذا بمحرري الصحيفة (المعادية للاستعمار) يقلبون الصفحة بكل بساطة، وتبقى المناقشة معلقة دون نتيجة، فيجد الكاتب نفسه فجأة مجرداً من السلاح، كأنما يد خفية نزعت من يده القلم، في الوقت الذي تدخل المعركة في دورها الحاسم.
والخطر الذي يتهدد مؤتمراً دولياً كؤتمر باندونج، يكمن في ألا يأخذ دعاة المؤتمر حذرهم من هذه الطرق، ومن الواضح مثلاً أنه عندما يقدم اقتراح بإنشاء (بنك للمادة الأولية) فيخرج من مؤتمر دولي بقرارين أحدهما (تأسيس هيئة للإنشاء والتعمير) والآخر (إنشاء بنك للتبادل الاقتصادي الإفريقي الآسيوي)، فإن الفكرة الأولى المقدرة بالنسبة إلى طور اقتصادي محدد، وإلى إمكانيات معينة في البلاد الإفريقية- الآسيوية، وهي تهدف في أساسها إلى تخليص المادة الأولية المتوفرة في تلك البلاد، من رقابة العملة المفقودة فيها، فهذه الفكرة تختفي تماماً في القرارات النهائية، وتترك مكانها إلى فكرتين ثنائيتين، كل واحدة تعيد إلى العملة سلطانها ورقابتها على سوق المادة الخام، أي تناقض الفكرة الأولى في أساسها: وهذه خطة قد طبقت فيها بنجاح طريقة (الاستبدال) وطريقة (الضرب أو الإكثار).