الذي يجتمع فيه مؤتمر إفريقي- آسيوي (بكوناكري)، أو بعبارة أخرى: الرجل الذي يحاول أن يحل وحدة كفاح جزئية مكان وحدة الكفاح الشاملة.
وقد نعلم ما في هذه المبادرة من تحقيق لخطة الاستعمار بهدفيها المذكورين.
كما أننا نعلم عندما ينعقد مؤتمر الكتاب الزنوج في مكان ما، أن حدثاً كهذا يدل على نهضة الشعوب المستعمرة الفكرية، ولكن لا ننسى ما قد يكون وراءه من تقديرات الاستعمار، حتى لو فرضنا أننا لا نعلم مباشرة شيئاً عن هذه التقديرات بالنسبة إلى الصراع الإفريقي- الآسيوي.
وهكذا يستطيع الاستعمار بطرق مختلفة، تحويل المعركة التي تنشأ بينه وبين القوى التحررية إلى معركة، أو على الأقل إلى منافسة، بين تلك القوى نفسها، كما رأينا كيف يحوّل معركة بينه وبين فرد- يكتب مثلاً- إلى معركة بين هذا الفرد وإخوانه أنفسهم ...
وهكذا فلو عدنا إلى القصة الآنفة التي دلتنا على الخطة التي يطبقها الاستعمار، ليحوّل اتجاه المعركة عندما تكون في مستوى الفرد، ولو عبرنا الآن عن مفادها بمصطلح علم النفس، لسوف نجد أن الاستعمار استطاع، بمجرد وضع إصبعه على زر خفي، أن يحوّل المعركة إلى عملية نفسية ذات هدفين:
فمن جانب نرى أنه قد ألقى على الكتاب الذي صدر، كل الأضواء التي تشوه صورته أمام الرأي العام، وتخلق حوله شبهات، ليس من السهل إزالتها في بلد تسيطر عليه الأمية والسياسة العاطفية.
ومن جانب آخر نرى أنه قد خلق، أو حاول أن يَخلق، في نفس الكاتب عقدة، محاولاً أن يفصله بذلك عن القضية.
وهذان الجانبان يمثلان في الواقع تطبيقاً محكماً للمبدأ الثاني، يستطيع معه