نظرتنا تشملها في نطاق اطراد تاريخي وتسلسل حوادث، تجعلنا نقدرها بوصفها نتيجة للواقعة التي قبلها وعلة للتي سوف تأتي بعدها، وحينئذ سوف يتحدد مركزها في الصراع الفكري. وتظهر لنظرنا أهميتها السياسية، إن أهميتها الحقيقية لا تبدو لنا حينما تكون منفردة، بل حينما ننظر إليها بمقتضى قرابتها من وقائع أخرى، أو بتعبير آخر بمقتضى شبكة علاقاتها في اطراد معين، يعطيها معناها الصحيح، بقطع النظر عن حرفية مضمونها، الذي قد يكون بسيطاً جداً.
وهذا ما يجب أن نراعيه بالنسبة إلى كل تفصيل يتصل بحياة الأفكار وبحركتها، بأن نقدر حساباً لكل جزئية تتضمنها ملحمة فكرة تكون حلقة من حلقات الصراع الفكري.
فينبغا علينا إذن أن نتناول (الأغلوطة) التي وردت في مقدمة العروة الوثقى، على أنها جزء من اطراد معين، أي بوصفها نتيجة للعنصر الذي سبقها، ومقدمة للذي سيتلوها.
فنحن نجدها مسبوقة بعنصرين مفسرين لها، لا بعنصر واحد: إنها مسبوقة بصدور ترجمة عربية لأحد كتبي في لبنان، نشرت دون علمي ثم ألغيت منها نبذة وجيزة عن حياتي، كما ن الناشر الفرنسي أضافها للطبعة الأصلية طبقاً للعرف المعمول به في بعض دور النشر بفرنسا.
فيجب إذن أن نقول أولاً إنه لولا التصرف في أحد كتبي دون علمي، وثانياً لولا إغفال نبذة عن حياتي في الطبعة الفرنسية، لما أمكن لصاحب مقدمة العروة الوثقى، أن يرجع لكتابي مرتين في سياق معين. ثم ما أمكنه أن يجد مسوغاً لإصدار حكمه عليّ بأنني ((كاتب فرنسي اعتنق الإسلام)).
وعليه فالأغلوطة، مهما كانت مقصودة أو صادرة عن سهو، فإنها بحكم