غير أن من الأخطاء التي يتورط فيها المبتدئون من غير المجربين أن يحاولوا الإجابة على هذه الأسئلة بطريقةٍ آليةٍ بحتة، لا حظَّ لها من الذوق وحسن التناول، على حين أنه ينبغي للمحرر الذكيّ دائمًا قبل الإجابة على هذه الأسئلة أن يوازن بينها موازنةً دقيقةً وسريعةً وجيدةً في وقت معًا، فيبدأ بالأهم منها، ثم المهم وهكذا.
ومقياس الأهمية هنا هو القارئ قبل كل شيء آخر، فمن الجائز في بعض الأحيان أن يكون اسم الشخص الذي وقع عليه الحادث من الأسماء اللامعة في المجتمع، وفي هذه الحالة تكون الإجابة عن السؤال: مَنْ؟ هي المقدمة على بقية الأسئلة، ومن الجائز أن تكون الطريقة التي حدث بها الحادث غريبةً كل الغرابة، فتصبح في نظر القراء هي الأهم، وفي هذه الحالة تكون الإجابة عن السؤال: كيف؟ هي المقدمة وهكذا.
نعم، يجب على المحرر أن يفاضل بذوقه الصحفيّ بين الأسئلة الستة المعروفة، وعليه مع هذه المفاضلة أن يقوم بعمل آخر، هو أن يرجيء الإجابات على بعض هذه الأسئلة إلى فقرةٍ أخرى من الفقرات الاستهلالية التي يتألف منها صدر الخبر، ففي ذلك توفير للحرية التي يجب أن يتمتع بها المحرر في تحرير الخبر، وفيه إطلاق له ولقلمه من القيود المصطنعة التي يضعها نقاد الصحف، وبغير هذه كله تخرج المادة الصحفية بعيدةً عن الذوق الصحفيِّ الذي أشرنا إليه، وتبدو وكأنها مفتقرةٌ إلى المعنى الإنسانيّ، أو اللون الاجتماعيّ، أو الجذب النفسيّ الذي يحتاج إليه القارئ دائمًا في قراءة الخبر.