المقال القصصيُّ:
لا تعلم كاتبًا مصريًّا بلغ في هذا اللون من ألوان المقال الأدبيّ ما بلغ الأديب الصحفيّ المعروف بالمازني, ١٨٨٩-١٩٤٩.
ولا تكاد العربية تعلم كاتبًا جم التواضع، خفيف الروح في الكتابة، لاصقًا بالأرض في التفكير، كما كان هذا الكاتب القدير.
ظهر تواضعه الجم في اللغة التي كان يكتب بها المقال، وفي طريقة عرضه على القراء، ولقد جمعت مقالاته في كتب، منها على سبيل المثال:
حصاد الهيثم، وخيوط العنكبوت، وصندوق الدنيا، وفي الطريق، وقبض الريح، ومن النافذة، وع الماشي ... إلخ.
وانظر إليه يقول في كلمة الإهداء التي جاءت في صدر كتابه: "صندوق الدنيا": "إلى التي منها معدني، وإليها المآل ... إلى أمنا الأرض"!!
وقد اشتهر المازني بكتابة الأقصوصة، وإن سبقه إليها، وجرى معه في ميدانها كثيرون من أمثال: محمود تيمور، وجبران خليل جبران، وإسماعيل أدهم، وغيرهم.
إلا أن أحدًا من هؤلاء لم يرزق موهبة المازني في عذوبة الكلام، وحلاوة الفكاهة، وشعبية العبارة، مع المحافظة التامة في الوقت نفسه على عربيتها.
والمازني أكثر الكتاب المحدثين حديثًا عن نفسه، وعن بيئته، وعن صلته بأهله، وبالناس، ومع هذا يقول عنه توفيق الحكيم:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute