للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما انفعال القراء بهذا الحادث فيأتي بطريقتين:

أولاهما: صلة السيدة أسماء فهمي بكثيرين من المشتغلين بالتعليم الجامعيّ، وغير التعليم الجامعيّ، وبالطالبات اللائي يتعلمن بالمعهد العالي، وبأسر الطالبات.... إلخ.

والثانية: أن يتخيل القارئ نفسه في موقف مشابه لهذه الحادثة المفزعة، وهذا يضطره إلى متابعة القصة الخبرية، وإلى أن يدخر في أعماق نفسه هذه التجربة أو الموعظة.

وإليك مثلًا آخر:

هب أنك أيها القارئ علمت نبأ صبية صغار كانوا يلعبون في بيت أحدهم، ودخلوا غرفة من غرف البيت هي غرفة "المكتب"، وفتح الصبي مكتب والده، وأخرج من أحد أدراجه "مسدسًا"، فدعت غريزة حب الاستطلاع في هذا الصبيّ إلى معرفة كنه هذه الآلة الغريبة في نظره, ونظر زملائه من الصبية، وبينما تداعب أنامله الصغيرة هذا المسدس -وكان محشوًّا بالرصاص- انطلق في صدر المسكين، فوقع قتيلًا لساعته.

لا شكَّ أن تلاحظ أن الطريقة التي وقع بها هذا الحادث هي الأهم، وهي التي تلفت نظر القارئ قبل غيرها، وهنا وجب على الصحيفة التي تنشر هذا الخبر أن تُعْنَى بكيفية الحادث أولًا، وتجعل من العنوانات الكبيرة والعنوانات الصغيرة، ومن الجمل التي يتألف منها صدر الخبر أداةً طيبةً لبيان الصورة التي وقع بها هذا الحادث المؤلم, أما الزمان والمكان وأسماء الأشخاص فأمور تأتي بعد ذلك.

ومهما يكن من شيءٍ, فالذي نلاحظه غالبًا في القصص الخبرية بالصحف أن سبب وقوع الحادث من جهة، وكيفية الوقوع من جهةٍ ثانيةٍ, هما العنصران اللذان يميزان حادثةً ما عن الحوادث الأخرى، ثم يزداد

<<  <   >  >>