للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنه الصحيفة، وإن كانت هذه الطريقة مألوفة في الصحف الأجنبية أكثر منها في الصحف العربية، على أن هذه الطريقة معروفةٌ لدى البلغاء ورجال الأدب وكتاب القصة بنوع خاص.

ثالثًا: أن تكون ألفاظ العنوان ملائمةً بقدر المستطاع لطريقة عرضه، وللطراز أو النموذج الذي جمع به، أو الخط الذي اختاره المحرر لكتابته.

فالعنوان الكبير الحجم، أي: المكتوب بالخط العريض، تلائمه الألفاظ المختصرة، أو القليلة العدد، والعنوان الأصغر، أو العنوان غير الرئيسي، وهو المجموع في حروف متوسطة الحجم، يمكن أن يحتاج الألفاظ أكثر، وهكذا.

والغاية من هذه التوصيات هي تركيز عبارات العنوان, وتوفير الحيز الذي يمكن استغلاله في إضافة حقائق هامة من حقائق الخبر.

وأنت ترى من ذلك أنه لكي يحقق المحرر كل هذه الأغراض, لا بُدَّ له من أمور كثيرة:

أولًا: استيعاب دقيق لِكُنْهِ الخبر, أو الموضوع الذي يكتب له العنوان؛ فيحاول المحرر أن يعرف جيدًّا أيّ أجزاء الخبر أو الموضوع أولى بالتقديم، وأيُّها أشد لفتًا لأنظار الجمهور، وأيُّها كذلك أهم من سواه في نظر الصحيفة.

ثانيًا: حصيلة لغوية كبيرة تعين المحرر على حسن اختيار الألفاظ؛ بحيث تقوى على تأدية الوظائف التي للعنوان، كما سبق أن أشرنا إلى ذلك.

ثالثًا: حاسة دقيقة, وقدرة ظاهرة على بناء الجملة, أو الجمل التي يشتمل عليها العنوان، بحيث لا تحتمل غموضًا أو إبهامًا، ولا تتسع لتأويلات مختلفة، ولعل خير ما يعين المحرر على بناء هذه الجمل، وعلى نجاحها في تأدية الغرض المطلوب منها, المفاضلة بين الأسئلة التقليدية الستة عند

<<  <   >  >>