للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جانبٍ، والصحافة من جانب آخر، والأمثلة على هذا موفورة في التاريخ، فالثورة الفرنسية، والثورة المصرية، والثورة الإيطالية، والثورة الروسية, كلها مدينة لأقلام الكتاب في ميدان الأدب, والمحررين في ميدان الصحافة, ولولا هم لظل الناس يحتملون آلامهم، ويصبرون على بؤسهم وشقائهم، ولا يشعرون بهما يومًا ما.

وفي ذلك يقول علماء النفس:

"إن الحكم على الشيء جزء من تصوره، فلا تستطيع أن تحكم على شيء ما بأنه نافع أو ضار إلّا إذا تَمَّ تصورك له، وإدراكك لمعناه".

ثم إن القراء ليس لديهم الوقت الكافي دائمًا لإدارك الأخبار، وبعضهم عاجزٌ تمامًا عن مثل هذا الإدراك، ومن ثَمَّ كان على كتَّاب الصحف أن يقوموا لقرائهم بهذه المهمة العقلية والنفسية، وبها يستطيع القراء أن يضموا إلى معرفتهم "الخبر" معرفتهم كذلك بـ "ما وراء الخبر".

على أن التعليق الصحفيّ في ذاته, له أنواع كثيرة، والمعلقون الصحفيون فئات كثيرة أيضًا؛ فهناك المعلقون السياسيون، والمعلقون الاجتماعيون، والمعلقون في مجال العلم، والمعلقون في مجال الأدب، ولن يستطيع المعلق الصحفيّ أن يتذوق خبرًا من الأخبار كائنًا ما كان, ما لم يكن له رصيد كافٍ من العلم الذي يعنيه على إدراك هذا الخبر إدراكًا صحيحًا.

والصحفيُّ الذي حُرِمَ قدرًا من المعرفة يكفي لفهم نوعٍ من الأخبار المتقدمة, لا يستطيع بحالٍ ما أن يتصدى للتعليق على هذا النوع بالذات، وإن تَصَدَّى لذلك على غير علم منه أضل القراء، وجنى على صحيفته جناية تقضي بها إلى السقوط والاختفاء.

وثَمَّ سببٌ آخر من أسباب أهمية التعليق على الخبر، ولعله من أخطرها في الحقيقة، وهو سبب يتصل بوكالات الأنباء، وتفسير

<<  <   >  >>