وهذا الذي يقال في الصحافة المقروءة, يقال مثله كذلك في الصحافة المسموعة, ونعني بها: الإذاعة, والصحافة المرئية -التليفزيون.
فهل يستمع الجمهور للبرنامج الثقافيّ؟ وهل يستمع لنقد الكتب؟ وهل يستمع للتعليق على الأنباء؟ الواقع أنه قَلَّ أن يستمع إلى شيءٍ مما سبق بقدر ما يستمع للطرائف، ولما يشبه الطرائف من شتَّى أنواع التسلية.
وليس معنى ذلك أننا ندعو القارئ بطريقةٍ غير مباشرة إلى إهمال المواد الصحفية والإذاعية كلها فيما عدا مادة الطرائف؟ لا، بل نحن ندعوه إلى الأخذ من كل مادةٍ من هذه المواد بقدر معين، وإلّا لكان كمن يجلس إلى مائدةٍ حافلةٍ بألوان الطعام، ولكنه لا يصيب إلّا واحدًا فقط من هذه الألوان، ومثل هذا الرجل لا بد أن يكون مريضًا بمرضٍ يمنعه من أن يكون حرًّا في أن يَمُدَّ يده لشتَّى الطعوم التي تملأ المائدة.
وصدق من قال١: لقد أصبحت النظرية القائلة بأن الناس يقرءون الأخبار؛ لأنها تهزهم, أو تثيرهم نظريةً أثرية, فقدت تأثيرها لكثرة ما كررها الناس, والواقع أن الناس يقرءون الصحف للاطلاع على ما فيها من معلومات، وبدافع من حب الاستطلاع، وبقصد المتعة والتسلية.
وقد جاء في نتيجة إحصاءٍ لبعض المجلات الأمريكية, في ٢٣ من آب أغسطس, سنة ١٩٥٨ ما يلي:
١- أن قراء الأخبار المحلية يشكلون نسبة ٤٨%.
٢- أن قراء الأخبار العامة يشكلون نسبة ٤٠%.
٣- أن المهتمين بالطب والصحة العامة يشكلون نسبة ٣٧%.
٤- المتتبعين لأخبار الجرائم يشكلون نسبة ٢٨%.
١ عن الصحفيّ المحترف، الترجمة العربية، لفؤاد موياساتي, ص٧١.