ولا ننسى أن نذكر أن هذه الفصول أو المقالات التي على شكل مذكرات, أو اعترافاتٍ, تعتبر من الأسباب التي مهدت لظهور الأدب الواقعيّ من جانبٍ، وهي في الوقت نفسه أثر من آثار الصحافة من جانبٍ آخر.
أما المقالات التي على شكل خواطر وتأملات فمن الأمثلة عليها:
كتاب "فيض الخاطر" لأحمد أمين، وسيل من الكتب الأخرى لا سبيل إلى حصرها، أو الإلمام بها.
أما المقال العلميّ البحت, فمنه أكثر ما نشرته مجلة المقتطف، ومجلة الهلال، وإن كانت الأولى منها -بنوع خاص- إلى العلم أسبق، وبه أحفل, وأما المقالات النزالية فلها في مصر طريقان هما: طريق الأدب من ناحية ثانية.
ففي الأدب ظهرت معركة حامية الوطيس بين القديم والجديد، وهي المعركة التي بدأت على صفحات "الجريدة" لمحررها أحمد لطفي السيد، وتناظر فيها رجلان هما: مصطفى صادق الرافعي عن القديم، وطه حسين عن الجديد، ثم ما لبثت هذه المعركة أن انتقلت إلى صحيفة "السياسة الأسبوعية" لمحررها محمد حسين هيكل، وما زال لهذه المعركة ذيول في صحفنا المصرية إلى اليوم.