للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولا بد أن تكون هذه الأمثلة مشتقةً من واقع الحياة، أو نابعة من شخصية الكاتب الخاصة، وأخيرًا تأتي الخاتمة، وهي تلخص موضوع المقال وتأتي بنتيجة.

والذي لا ريب فيه أن للمقدمة التي يستهلُّ بها الكاتب مقاله أهميةً بالغةً، فهي التي تجذب القارئ فيمضي في القراءة، وهي التي تصد القارئ فيقف عن القراءة، وهنا يتفاوت البلغاء في العبارات البلاغية التي يستهلون بها مقالاتهم.

وكذلك الشأن فيما يتعلق بالخاتمة، فإنها آخر ما يبقى في ذهن القارئ، ولا بد أن تكون الخاتمة قوية جامعة محكمة في آنٍ واحدٍ.

وهناك طريقة أخرى في تحليل المقال الأدبيّ، وكيف يكتبه الكاتب، وتتلخص هذه الطريقة في تقسيم المقال إلى عنصرين: هما المضمون، والقالب، والقالب بدوره ينقسم إلى قسمين هما: التصميم والأسلوب١.

وقد عرَّفَ "والتر باتر" تصميم المقال في مقالته المعروفة عن الأسلوب فقال:

"التصميم هو ذلك التصور البنائيّ للموضوع الذي يتكهن بالنهاية منذ بدايته, وهو في أي جزء من الأجزاء يلفت إلى الأجزاء الأخرى ويدل عليها، حتى إذا وصل القارئ إلى العبارة الأخيرة اتضح له كنه العبارة الأولى وبرَّرَ وجودها دون أن يحس بأي فتور"٢.

والخلاصة: أن التحرير في ذاته هو التفكير والتعبير، فالتفكير هو المضمون أو الفكرة أو الخاطرة، كما تقدم في العبارات السابقة،


١ محمد يوسف نجم: فن المقالة, ص١١٩.
٢ محمد يوسف نجم, فصل عن: ٣٩٩ AA. w. patev: Stgle P. ٣٩٩

<<  <   >  >>