للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأذن السحرية

كلما اكفهر جو السياسة الدولية، وتلبدت فيه الغيوم منذرة باحتمال وقوع الحرب, نشطت السلطات المختصة في كل دولةٍ لتجنيد الرجال العسكريين والعلماء معًا.

والواقع أن تجنيد العلماء للبحث والاختراع, لا يقل أهميةً من الوجهة الحربية عن تجنيد العسكريين، وما زالت معركة بريطانيا الجوية ماثلة في الأذهان؛ إذ جند الألمان ما لا يحصى عدده من الطائرات لكي يقضوا على انجلترا القضاء الأخير، ولكنهم لم يستطيعوا أن يكسبوا تلك المعركة رغم استعدادهم الضخم الرهيب، وإحكامهم وضع الخطط لتنفيذه، وما كان فشلهم غير المنتظر إلّا نتيجة اختراع "الرادار" أو الأذن السحرية الذى استطاع الإنجليز بها معرفة الطائرات المعادية قبل وصولها بوقتٍ كافٍ لاستعداد قوات الدفاع التي أصلتها نارًا حاميةً عند وصولها، وبذلك فقدت هذه الطائرة عنصر المفاجأة.

ويضع المختصون آمالهم الآن في جهاز "الرادار" لدرء خطر القنبلة الذرية التي ينتظر أن تكون هي السلاح الأول في أية حرب قادمة.

وللرادار جهاز لاسلكي يبعث موجات لاسلكية قوية, يسيرها بسرعة عظيمة في اتجاه محدد، فإذا اصطدمت هذه الموجات بجسم صلب، كطائرة تشق عنان السماء، أو باخرة تمخر عباب الماء، انعكست وعادت إلى الرادار ثانية، وبمعرفة الزمن الذي استغرقته في ذهابها وعودتها يعرف موقع الطائرة أو الباخرة، وتعرف المسافة بينهما وبين محطة الرادار.

ومن المدهش أن الخفاش أو "الوطواط" سبق إلى أسلوب جهاز الرادار منذ أزمنة بعيدة، وقام باستخدامه بنجاح عجيب قبل أن يدرك الإنسان من أمره شيئًا.

<<  <   >  >>