للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والتعليم في بعض البلاد العربية, إن أمرًا كهذا, إذا حدث فإننا نجد الصحف تبدأ أولًا بنشر هذه النتائج العامة، ثم يلي ذلك دور التعليق الصحفيّ, أو كتابة المقال الذي يعبر في الصحيفة عن أسفها, أو عجبها من هذه النتيجة، ثم تعقب ذلك مرحلة ثالثة, فيها نجد الصحيفة تسعى وراء البيانات الخاصة بهذا الموضوع، ثم ترى أن هذه البيانات تصلح لأن يُسَْعانَ بها في كتابة تحقيق صحفيٍّ في الموضوع، ثم تأتي بعد ذلك المرحلة الرابعة والأخيرة، وهي قيام الصحيفة بالتنبيه إلى الأخطاء الحقيقية التي أدت إلى سوء النتائج العامة، وفي سبيل هذه الغاية الأخيرة تقوم الصحيفة بدراسة تفصيلية للموضوع، فتقسمه إلى أجزاء، وتوزع هذه الأجزاء على عدد من الصحفيين المتمرسين, ثم تقترح لذلك الحلول، وتلقي المسئولية الحقيقية -إن وجدت- على الذين ارتكبوا هذه الأخطاء، فهل كانت هذه الأخطاء صادرةً عن المعلمين؛ لأنهم غير متخصصين كُلٌّ في المادة التي يقوم بتدريسها، أم كانت هذه الأخطاء ناجمة عن الهيئة الإدارية التي تقوم بالإشراف على المدرسة, وما يجري فيها من أحداث؟

أم أن مردَّ هذه الأخطاء في الواقع, هو فساد الحياة السياسية القائمة, أو الحياة الاجتماعية المضطربة لسبب من الأسباب؟ إلخ, هذه الأسئلة وأمثالها مما يرد إلى ذلك الصحفيّ الذي يعمد إلى كتابة التحقيقات المؤدية إلى كتابة الحملة الصحفية المقصودة، ومعنى ذلك أن الصحيفة تستطيع في النهاية أن تضع يدها على الأسباب الحقيقية لسوء النتائج العامة، وهذه الأسباب في ذاتها هي المقوّم الأساسيّ للحملة الصحفية التي تريد الصحيفة أن تطلع بها على القراء، ومتى نجحت هذه الحملة, فإنها تخدم قضية التعليم، وتخدم كذلك أسر التلاميذ.

الخطة في كتابة الحملة:

الخطة التي تتبع في تحرير الحملة, إنما تقوم على تقسيم هذه الحملة إلى

<<  <   >  >>