للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثلًا, فإن الجريدة تكتب عن "أغا خان" وعن زوجاته وأولاده وعاداته وأخلاقه، وتسوق المادة التي تنشرها من ذلك، وهي أدنى في طبيعتها إلى الخبر من حيث هو خبر.

أما المجلة, فإنها تكتب عن "أغا خان" بشيء من التأمل والهدوء، يدعو القارئ إلى التفكير، فضلًا عن كونها تسعى إلى تسليته بما تورده من المعلومات في هذا الموضوع.

ولا شكَّ أن عنصر الوقت الذي يتسع أمام المجلة, ولا يتسع أمام الجريدة, هو السبب الذي من أجله اخلتفت نظرة كل منهما إلى موضوع "أغا خان".

ومهما يكن من شيءٍ, فإن المقال الذي تنشره المجلة يمتاز بالطول؛ بحيث تتراوح كلماته بين ألف وستة آلاف كلمة، ولا يتقيد المقال الذي ينشر في المجلة بقالبٍ معينٍ، وذلك كله فضلًا عن ميزتين أخريين هما: "الذاتية، والحرية"، وثَمَّ ميزة ثالثة أيضًا، هي أن المجلة تعالج الموضوع من أفقٍ أعلى, وزاوية أكثر انفراجًا.

وهكذا نرى أن المجلة تعتمد اعتمادًا كبيرًا على المقال؛ لكي تجذب به انتباه القراء الذين لا يعجبهم القصص أحيانًا، وهذه مايدعونا إلى النظر في صفات كاتب المقال.

صفات كاتب المقال:

صدق من قال: "إن كاتب المقال شخصٌ يعبر عن الحياة بلغة الحياة، ينقدها بأسلوبه الخاصِّ، ولا ينظر إلى الحياة نظرةَ المؤرخ أو الشاعر أو الفيلسوف أو القصاص، ولكن يتوافر في فنِّه شيءٌ من كل ذلك، وليس يعنيه أن يكشف عن نظريات جديدة، ولا أن يوجد الصلة بين أجزائها المختلفة؛ لأن طريقته في العمل أدنى إلى الأسلوب التحليليّ، فهو يراقب

<<  <   >  >>