للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك, ومن المحقق أن الجماهير تتأثر بصورة الصحف الأسبوعية أكثر من تأثرها بصورة الصحف اليومية، ومن المحقق أيضًا أن الأثر النسبيّ الذي تتركه الصحف اليومية في عقول الشعب مائعٌ إلى الحد الذي يتعذر معه القياس الدقيق لهذا الأثر.

ثم أيَّدَ الأستاذ "دينواييه" كلامه بعد ذلك ببحثٍ قام به حول قوائم توزيع الدوريات والمجلات في فرنسا, في ٣١ ديسمبر سنة ١٩٤٧، أثبت فيه أن الجرائد اليومية تستهلك قدرًا من الورق أقل نسبيًّا من الورق الذي تحتاج إليه جميع الدوريات على اختلافها.

والمفروض في افتتاحيات المجلة أنها بناءة، والمجتمع يعتمد في هذا البناء على المجلة أكثر من اعتماده على الجريدة، ولكل فائدةٍ وميزةٍ، بحيث لا تغني إحداهما غناءً تامًّا عن الأخرى.

وميزة الجريدة هي التكرار، وميزة المجلة هي العمق، والحق أن الافتتاحيات البناءة جليلة النفع للمجتمع وللحكومة، وخاصةً عندما تقوم على تفكيرٍ عميقٍ، ومعلوماتٍ دقيقةٍ.

الواقعية في المقال:

هناك شيءٌ آخر يجب توافره كذلك في افتتاحيات المجلة، هو "صفة الواقعية" ولكن كيف تكون كاتبًا واقعيًّا بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة؟

إن الإجابة على هذا السؤال ليست سهلةً ولا هينةً؛ إذ أنه ربما كانت الكتابة الخيالية أسهل بكثير من الكتابة الواقعية، وذلك بالرغم من أن حقائق الحياة كثيرًا ما تكون أغرب من الخيال نفسه.

وصعوبة الكتابة الواقعية هي في جعل حقائق الحياة قابلةً للتصديق،

<<  <   >  >>