للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حقيقة الأمر فيه، ومن ثَمَّ وجب على الصحافة أن تقوم له بذلك عن طريق مخبريها، فيذهب أحدهم إلى مكان الحادث، وتكون مهمته توجيه الأسئلة إلى شهود العيان، وبهذه الطريقة يقف القارئ على الحقيقة، على أنه ليس من الضروريّ في كل حالةٍ أن تنشر الأحاديث الصحفية على شكل أسئلة وأجوبة، فربما كان في نشر المعاني نفس القيمة الخبرية التي للأسئلة والأجوبة.

وفي بيان أهمية الحديث الصحفيّ يقول الأستاذ "إميل لودفيج" ما يلي: "يعتبر الحديث الصحفيّ من ألمع الفنون الصحفية في الوقت الحاضر، ومن أكثرها استهواءً للقارئ، وقد تظن أن الحديث الصحفيّ لا يزيد على كونه مجرد تسجيلٍ لمناقشةٍ، أو حوار دار بين طرفين, غير أن حقيقة الأمر هي أن الحديث الصحفيّ أهم من ذلك؛ لأنه يتطلب قدرًا كبيرًا من المهارة والتفنن، ويحتاج إلى توفر صفات من نوعٍ خاصٍّ في المخبر الصحفيّ.

والواقع أن الحديث الصحفيّ محبب إلى نفوس القراء، فكما أنه يسر كل إنسان أن تتاح له فرصة التحدث إلى شخصية كبيرة لها مكانتها في الحياة العامة، فكذلك يرحب الناس عادةً بالإطلاع على ما تصرح به مثل هذه الشخصيات لمندوب الصحيفة الذي يقوم بنقل هذه التصريحات إليهم.

وتزداد أهمية الحديث الصحفيّ تبعًا لأهمية صاحبه، ومدى شهرته، ولكن ليس معنى ذلك أن الحديث الصحفيّ لا يؤخذ إلّا من المشهورين البارزين في المجتمع وحدهم، فقد تكون الأحداث المثيرة التي تقع لبعض المغمورين من الناس سببًا في الاهتمام الشديد بأحاديثهم وتصريحاتهم، وخاصةً حين تكون مادة الحديث متصلة أشد الاتصال بموضوع من موضوعات الساعة.

فحين يتحدث المحضر "عثمان أبو الحسن حمودة" قاتل "وداد حمدي".

<<  <   >  >>