للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأوقات، فإنها في هذه الحالة تبادر بإرسال مندوبيها إلى وزير التموين نفسه، أو وكيل الوزارة نفسه، أو مدير العلاقات العامة بالوزارة؛ لكي تستقي منه الحقائق المتعلقة بالسياسة التموينية، وخطة الحكومة في تيسير السلع، وخفض الأسعار, ونحو ذلك.

غير أن الناس قسمان: منهم من يحبون الإدلاء بالمعلومات، ويميلون بطبعهم إلى شرح ما أجروه من التجارب، وما وصلوا إليه من النظريات.

ومنهم من يترددون كثيرًا في الإدلاء بمعلوماتهم، ويخشى أحدهم أن يجره التصريح بهذه المعلومات إلى القضاء، أو يعرضه لسؤال الحاكم، أو يفسد عليه حياته الخاصة في داخل الأسرة، أو حياته العامة في مكان العمل، أو خارجه، وخاصةً عندما تكون المعلومات مما يخل بالشرف.

على أن شاهد العياد -ما دام إنسانًا- لا يمكن أن تكون معلوماته دقيقة بالمعنى الصحيح لهذه الكلمة؛ لأن الحوادث تأخذه على حين غرةٍ، ويتبع بعضها بعضًا بغاية السرعة، فلا يستطيع أن يعرف ماذا حدث بالدقة، ومن هنا يأتي تردده عند ما يطلب إليه الإدلاء ببعض المعلومات الهامة.

وثَمَّ طائفة ثالثة من الناس لايحبون أن تسلط عليهم الأضواء؛ لأنها تكشفهم للملأ، وتعرض حياتهم نفسها للخطر، ومن هؤلاء: المشعوذون، والمجرمون، والدجالون، ورجال العصابات، وتجار المخدرات، والقتلة السفا كون، وبعض الساسة وغيرهم، وكل هؤلاء لا يحبون أن يتحدث عنهم الناس، حتى لا ينكشف سرهم، ويقف الناس على حيلهم وأفكارهم ومقاصدهم.

بل إن بعض الساسة، والمسئولين من رجال الأعمال، وأصحاب المشروعات قد لا يحبون أن يكشفوا عن أوراقهم, أو يبوحوا بأسراراهم, إلّا في الوقت المناسب، علمًا منهم بأن التعجيل بهذا الكشف قد يفسد

<<  <   >  >>