وأُبْلِغْتُ من بعد أن منتصف الساعة الثانية عشرة ظهر الثلاثاء, العشرين من شهر مارس الحالي, قد حُدِّدَ موعدًا لتشرفي بالمقابلة السلطانية، وقبيل الموعد قصدت إلى القصر الشريف، فاستقبلني حجابه، ورافقوني إلى مكتب وزيره، فاستمهلت فيه لحظاتٍ جاء على إثرها مستشار الحكومة الشريفة الفرنسيّ، فدعانا نحن الاثنين إلى القاعة السلطانية.
وهناك كان جلالة السلطان على أريكته، فتقدمت إليها، وتشرفت بالمصافحة، ثم جلست على مقعد على يسار الأريكة، وجلس إلى جانبي المستشار الفرنسيّ, بعد أن أشار له السلطان بالجلوس دون المصافحة، وقعد الوزير على وسادةٍ إلى يمين الأريكة.
وتفضَّل السلطان فغمرني بظرفه؛ إذ بادرني باستطالة المدة التي انقضت بعد زيارتي الأولى لمراكش، فقد قاربت الخمس سنوات، وخصني بعطفه؛ إذ أضاف أنه يود لو يراني مرةً في كل شهر، فلا أقل من أن تكون زيارتي مرةً في كل سنة، وعقب على ذلك بترديده أن "المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا".
تحية لمصر:
وسألني جلالته عن مصر وأحوالها، وأعرب عن خالص شكره لاهتمامها به وببلاده، وحمَّلني شرف الإفضاء بعظيم تحيته، وصادق عرفانه للشعب المصريّ جميعه، وكذلك لجامعة الدول العربية، وأمينها العام، وكان جلالتهه يذكر ذلك كله في عبارات قوية تخرج من الأعماق.
عندي سؤال:
ثم تقدمت إلى جلالته بأن لديّ سؤالًا أود لو أستطيع أن ألقيه، وأنا أعرفه بالغًا حدًّا من الدقة غير قليل، ولكني ألح في إلقائه إلحاحًا، ولا أود