للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في الوقت نفسه من جهةٍ ثانيةٍ، فكلاهما يتناول أشخاصًا, وحوادث وقعت في زمن معين ومكان معين، وهما من هذه الناحية متفقان، إلا أن التحقيق -بوصفه فنًّا من فنون التقرير الصحفيّ- له غاية معينة، هي مجرد نقل المعلومات إلى القارئ، أما الموضوعات: أو الأعمدة الإنسانية, فتهدف فقط إلى التسلية، وغرضها الوحيد إثارة إحساساته.

يقول الأستاذ كارل وارين:

"ومع هذا, فليس هناك خطٌّ واضحٌ يفصل بين الموضوعات الإنسانية والتقرير، فحدودهما تختلط كما تختلط الألوان في قوس قزح, وكثير من المحررين يقولون: إن الموضوعات، أو الأعمدة الإنسانية ليست إلّا امتدادًا للتقرير الصحفيّ"١.

ولقد أجرى العلماء إحصاءات كثيرةً لإثبات هذه الحقيقة، وهي أن التحقيق الصحفيّ من ألزم الفنون للصحافة الحديثة، ومن هؤلاء: السيدة "هيلين باترسون" أستاذة فن المقال بإحدى جامعات أمريكا، وإليك خلاصة بسيطة لإحدى هذه الإحصاءات، قالت السيدة "هيلين":

"في أمريكا الآن ٤١٦ مجلة، وعدد طبعاتها في العام ٣٤٠و ١٧١ طبعة، وأما عدد الدوريات، بين شهرية ونصف شهرية, وسنوية ونصف سنوية، فيبلغ الآن ١١, ٤٨١ دورية، وعدد طبعاتها في السنة يقدر بنحو ١.٣٤٨.١٩٧ طبعة، وجميع هذه المجلات والدوريات -بدون استثناء- تعنى عنايةً تامةً بمادتي التحقيق الصحفيّ والحديث الصحفيّ، وذلك فضلًا عن عناية الصحف اليومية بهذه المادة، ويبلغ عدد هذه الصحف الآن ٤٨٥، كما يبلغ عدد طبعاتها في العام ٢٥٢.٢٠ طبعة، ولكل صحيفة يومية من هذه الصحف قسم خاص بإعداد المادة الخاصة بكل من التحقيق والحديث.


١ انظر كتاب "كيف تصبح صحفيًّا, ترجمة عبد الحميد سرايا, ص١٣٥.

<<  <   >  >>