للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على اهتمامهم بالموضوع، ومقنعًا لهم كذلك بأن ما سيقرءونه متصل بهم وبحياتهم على نحوٍ ما.

ثالثًا: يلي المدخل ما يعمد إليه المحرر عادةً من الإدلاء بمعلوماتٍ جديدةٍ، وأخبارٍ مثيرةٍ يأتي بها الكاتب أملًا في كسب ثقة القارئ، وإشعاره إذ ذاك بأن ما يقرؤه جديد على سمعه تمامًا.

على أن أهم ما في الموضوع, هو الطريقة التي يعرض بها الكاتب معلوماته وأفكاره وحقائقه، وطريقة العرض لا تحتاج إلى شيءٍ كحاجتها إلى سلامة الذوق، وسمو النفس، وعظم الموهبة الصحفية التي تكاد تولد مع الفرد، وكما أن الطاهي الماهر يستطيع أن يقدم لك طبقًا من الطعام تلتهمه التهامًا، وتزدرده ازدرادًا، في لحظاتٍ قصار، فكذلك المحقق الصحفيّ الموهوب, يستطيع أن يقدم لك مادةً شائقةً، تقرؤها بلهفةٍ عظيمةٍ، وسرعةٍ متفوقةٍ.

رابعًا: العناية التامة بعد ذلك بإيراد الأمثلة والشواهد، وهنا ينبغي للكاتب أن يقلل ما أمكنه من الاعتماد على المبالغة والتهويل يشتري بهما اهتمام قرائه؛ إذ الواقع أنه ينزل بهما في أعينهم إلى منزلة المهرج الذي يبعث عمله على الهزء والسخرية، بدلًا من أن يبعث على الاحترام والثقة.

كل ذلك مع المراعاة التامة للتناسب الكامل بين أجزاء التحقيق الصحفيّ، بحيث لا تكون المقدمة أطول من صلب الموضوع، أو تكون الأدلة أقل مما يلزم لإقناع القراء.

وكل ذلك أيضًا مع الاعتماد في الاحتفاظ التام باهتمام القراء على ما ركبه الله فيهم من الغرائز التي من أهمها غريزة حب الاستطلاع, التي ينبغي أن يصدر الكاتب عنها في كل ما يقدمه لقرائه من حينٍ لآخر.

ثم الاعتماد -كما قلنا- على علم النفس، وعلم الأخلاق، وعلم الاجتماع, في كل تحقيقٍ صحفيٍّ يمكن تقديمه إلى الصحيفة.

<<  <   >  >>