وهكذا يستطيع المحرر الصحفيّ أن يجمع المعلومات والقرارات والأحاديث والبيانات حول موضوع التقرير الذي يريده.
ثالثًا: المبادرة بكتابة هذا التقرير, وهو حديث عهد به وبالحوادث التى اكتنفته, والجو الذي حصل فيه, مستعينًا في ذلك بأرشيف الصحيفة، إذا كان هناك ما يدعو إلى هذه الاستعانة، وذلك لتوضيح بعض ملابسات الموضوع، وصلة هذا الموضوع بقرارات وبيانات سابقة.
رابعًا: يراعي في كتابة التقرير أن يكون على شكل يقرب من القصة الخبرية في الصحيفة، بمعنى: أن يكون له "صدر" و "جسم" أو "صلب"، مع ملاحظة الفرق بين القصة الخبرية، والتقرير الصحفيّ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك، وخلاصة هذا الفرق: أن التفاصيل في القصة الخبرية ليست لها نفس الأهمية التي للتفاصيل في الماجريات الصحفية، وذلك أن التفاصيل في القصة الخبرية يمكن الاستغناء عن بعضها, متى أدت ظروف الطباعة -فن وإخراج الصحيفة- إلى ذلك؛ بحيث لا تتأثر القصة الخبرية نفسها بهذا الإجراء، أما التفاصيل في الماجريات الصحفية فكلها ضرورية، وإذا حُذِفَ شيءٌ منها ظهر أن هذه الماجريات مبتورة بترًا واضحًا للقراء.
على أنه إذا رأت الصحيفة أن مساحة التقرير كبيرة، ففي هذه الحالة يمكن أن يختصر جزء من هذا التقرير بطريقة فنية لا آلية، بشرط ألّا يحذف هذا الجزء جملة، على نحو ما يحدث في فن المقال بوجهٍ عامٍّ.
خامسًا: أما القرارات والبيانات الرسمية ونحو ذلك, فأشياء لا يستطيع المحرر الصحفيّ أن يتصرف فيها على نحو ما.
ذلك أن هذه المواد تعتبر وثائق رسمية يرجع إليها يومًا ما، وغاية ما هنالك أنه يمكن للمحرر أن ينشر هذه المواد مستقلة عن التقرير نفسه، وفي مكانٍ بالصحيفة, قريب من مكان هذا التقرير.