واستمر الحال على ذلك حتى دخلت الصحافة المصرية في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة:
وفيها ظهرت الصحافة اليومية, وحلت محل الصحافة الدورية، وفيها وقعت حوادث الثورة العرابية والاحتلال البريطانيّ.
وقد اعتمد الاحتلال يومئذٍ على صحيفة مصرية، هي صحيفة "المقطم", التي صدرت عام ١٩٨٨، فعزَّ على الوطنيين أن يكون للاحتلال الإنجليزيّ صحيفةً، وألَّا تكون لهم صحيفة، فاجتمع رأيهم على إنشاء صحيفة "المؤيد" لصاحبها السيد على يوسف ١٨٨٩، ثم تلتها صحف وطنية أخرى، منها: صحيفة "اللواء" لصاحبها مصطفى كامل عام ١٩٠٠، و "الجريدة" لمحررها أحمد لطفي السيد عام ١٩٠٧.
وهناك ظاهرة تستحق التسجيل في هذه المرحلة من مراحل الصحافة المصرية، هي أنه في دور هذه الصحف التي أشرنا إليها, نشأت الأحزاب المصرية التي سمعنا عنها، ففي دار "الجريدة" نشأ حزب الأمة، وفي دار "المؤيد" نشأ حزب الإصلاح على المبادئ الدستورية، وفي دار "اللواء، نشأ الحزب الوطني.
والمهم أن الصحافة في المرحلة الثالثة استطاعت أن تفصل فصلًا يوشك أن يكون تامًّا بين فنونها المختلفة التي هي: فن الخبر، وفن المقال بأنواعه الثلاثة: الأدبيّ، والعلميّ، والصحفيّ، فبعد أن كانت هذه الفنون تكتب كلها بلغةٍ واحدةٍ, وصياغةٍ فنيةٍ واحدةٍ، أدرك الصحفيون في تلك الفترة أن الفرق عظيم بين المادة الصحفية الخالصة، والمادة الأدبية, أو العلمية الخالصة, وبعبارةٍ أخرى: استطاع الصحفيون أن يميزوا تمييزًا واضحًا بين الأسلوب الأدبيّ، والأسلوب الصحفيّ، ولا شك أن السيد: علي يوسف, هو رائد الجميع في كل ذلك، ثم جاءت المرحلة الرابعة.