السبيل وبيّن أن حاجة الناس إلى الرسالة والرسل أكثر من ضرورية {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ}[النساء: ١٦٥].
ثم تحدث في الفصل الثاني عن خصوصية دعوة الرسل الذين سبقوا خاتم النبيين والمرسلين - صلى الله عليه وسلم - وهي خاصة بأقوام معنيين وبزمان محدد.
تجمعهم جميعًا الدعوة إلى توحيد الله وإخلاص العبودية له وإفراده سبحانه بالألوهية والربوبية، ثم دعوتهم إلى اجتناب الأصنام والأوثان، والإِيمان باليوم الآخر. قال الله تعالى:{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}[النحل: ٣٦].
فشاءت حكمته تعالى ورحمته بالناس أن يبعث إليهم رسلًا مبشرين ومنذرين، وشاء الحق سبحانه ألا يؤاخذ الناس إلا بعد الرسالة والبيان والتبليغ قال الله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}[الإسراء: ١٥].
وفي الفصل الثالث يتحدث المؤلف عن عموم رسالة سيدنا محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الذي أرسله الله هاديًا ومبشرًا ونذيرًا وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا وقال تعالى:{مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ}[الأحزاب: ٤٠] ويقول سبحانه وتعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}[الأعراف: ١٥٨].
وتحدث المؤلف عن عالمية الرسالة المحمدية التي انبثقت من جزيرة العرب، وهي تحمل العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة. والأخوة والمساواة. والحرية لكل بني آدم بصرف النظر عن الجنس أو اللون أو اللغة.