فيما تقدم تبين لنا مدى حاجة الناس إلى الرسل، وأن حاجتهم إلى الرسالة أشد من حاجتهم إلى الطعام والشراب والدواء والهواء والتنفس الذي يدور بين جنبات الإِنسان. ثم إن الرسالات السابقة لرسالة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - كانت رسالات خاصة؛ كل رسول لقومه ولزمن معين (حيث كانت حياة البشرية في عصورها الأولى حياة محدودة المطالب؛ كان كل نبي يُبعث إلى قومه خاصة، ويحمل إليهم من هدي السماء ما يرشدهم إلى صراط الله المستقيم وما يساعدهم على تقويم حياتهم الدنيا وفق هدي الله. ودخلت البشرية في تطورها مع رسل الله المتتابعين إليها حتى كان التهيؤ الكامل لما وصلت إليه البشرية من نفع وما حققته من جوانب الحضارة وما تيسر لها من أسباب الاتصال شرقًا وغربًا، ووصلت ما وصلت إليه، فأذن الله سبحانه وتعالى بفجر رسالة جديدة عالمية ختم بها الرسالات السماوية، إذ أنها الحق بأنها رسالة البشرية كافة فبُعث محمَّد - صلى الله عليه وسلم -)(١).
(١) عن محاضرة سمو الإِسلام وعالميته للشيخ مناع القطان.