للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الفصْل الأوّل

في وجود أقوام لم تبلغهم الدعوة

إن الإِنسان الذي يعيش في هذه الحياة بدون عقيدة صحيحة وبدون نور سماوي يهتدي به؛ لهو في أمسّ الحاجة إلى من ينقذه من هذا الضياع الذي يعيشه، فتراه ينسج في خياله أوهامًا لا وجود لها حتى يتخلص من هذا الضياع والفراغ الذي يعيشه، وهذا يحدث كثيرًا لمن انحرف عن العقيدة والفطرة السليمة. هذه العقيدة التي بها تحيا القلوب وتنير طريقها إلى خيري الدنيا والآخرة.

ولابد لنا قبل أن ندخل في موضوعنا أن نتكلم ولو بإيجاز مبينين أن التوحيد أصلٌ في فطرة الإِنسان. فالله سبحانه وتعالى لما خلق الخلق آدم وذريته من بعده خلقهم حنفاء مسلمين، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣)} [الأعراف: ١٧٢ - ١٧٣].

<<  <   >  >>