للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الفصل الثاني

خصوصية دعوة الرسل الذين سبقوا نبينا محمدًا - صلى الله عليه وسلم -

الرسالات التي سبقت رسالة نبينا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - كانت رسالاتٍ خاصةً بأقوامٍ معينين وبزمان معين. وكان كل رسول يدعو قومه إلى توحيد الله عزّ وجل وعدم الإشراك به، ونبذ عبادة الأصنام، ويرغبهم بمغفرة الله عَزَّ وَجلَّ وبثوابه إن هم أطاعوه واتبعوا دعوته وساروا على منهاج الله المستقيم، وينذرهم ويخوِّفهم من عذاب الله وعقابه إذا هم ظلّوا على ما هم عليه من الكفر والتكذيب بدعوة الله عَزَّ وَجَلَّ.

إذن فكان كل رسول من رسل الله عَزَّ وَجَلَّ يبين لقومه طريق الهداية وطريق الضلال، ويعرفهم أن الله سبحانه وتعالى إله، واحد أحد، فرد صمد، خالق، رازق، محيي ومميت، هو وحده يجب أن يُفرد بالعبادة (١).

والله عَزَّ وَجَلَّ خلق الخلق ليعبدوه حق العبادة، لا يريد منهم رزقًا ولا طعامًا. يقول تعالى في محكم التنزيل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا


(١) العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. انظر (العبودية: شيخ الإِسلام ابن تيمية/ ص ٣٨).

<<  <   >  >>