للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عبد الله - صلى الله عليه وسلم -، فإن هناك أقوامًا يعيشون في ظلمات الجهل والكفر والتيه والضلال، والمسلمون مسؤولون كلهم سواء حاكمًا أو محكومًا، ومن واجب الحاكم المسلم أن يوجه دعاته إلى هؤلاء الناس المتعطشين إلى عقيدة سليمة تقبلها الفطرة بكل رحابة صدر، وهذه العقيدة هي عقيدة الإِسلام قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} [الروم: ٣٠].

والمسلم عليه أن يبلِّغ من العلم والدعوة ما يستطيع، جاء في الحديث الشريف: "فليبلِّغ العلمَ الشاهدُ الغائبَ" (١) ولكن يا للأسف إن أمر الدعوة قد هان لدى المسلمين فاضطرب ميزان الخير والشر، ثم استفحل الخطر فأمسى الضلال يركض في كل ناحية لا يجد عائقًا ولا ساخطًا، وهكذا ركدت ريح الدعوة إلى الله لأن هذه الأمة في عصورها الأخيرة قد فرطت الكثير في جنب الله ولم تخلُف رسولَها العظيم في طبيعة الإِشعاع والإِسعاد التي اقترنت ببعثته والتي جعلت منه صبحًا يجتاح الظلمات (٢).

...


(١) أخرجه البخاري انظر (فتح ١/ ١٩٧ كتاب العلم باب سواء عليهم).
(٢) مع الله، دراسات في السيرة والدعوة والدعاة للشيخ محمد الغزالي ص ٥٥.

<<  <   >  >>