لذا أقول: إنه لا خلاص للبشرية كلِّها من هذا التيه والضياع إلا بهذه العقيدة؛ إن أرادت التخلّص من هذه الجاهليات التي طمست معالمها ودمرت خصائصها. فمن أوجب الواجبات على أصحاب هذه العقيدة أن يقوموا بالدعوة إليها بالحكمة والموعظة الحسنة، لإِنقاذ هذه المجتمعات من جاهليتها التي تردّت إليْها فضاعَتْ وساءَ حالُها.
وليكن معلومًا لدينا أن هناك أقوامًا لا يعرفون عن عقيدة الإِسلام شيئًا، بل لا يعرفون من الدين شيئًا، فما أحرانا نحن المسلمين أن نبلِّغ ما أمَرنا الله به سبحانه وتعالى، قال تعالى:{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}[آل عمران: ١١٠].
فالدعوة أمر بالمعروف ونهي عن المنكر، وشرط خيرية هذه الأمة هو القيام بهذا الأمر، ومن هنا تظهر لنا أهمية العقيدة الإِسلامية في حياة الناس.
ولما كان مقررًا على كل طالب يريد الحصول على درجة (الماجستير) أن يقدم بحثًا علميًا، فقد استقر رأي على موضوع "أهل الفترة ومن في حكمهم في العقيدة الإِسلامية".
سبب اختيار الموضوع:
إن في العقيدة الإِسلامية جوانب شتى تستحق الدراسة والبحث. ومن هذه الجوانب موضوع أهل الفترة، وهم الأقوام الذين لم تبلغهم الدعوة ولم يسمعوا برسالة نبي من الأنبياء، وهو بحق من الموضوعات التي تستحق الدراسة.
وعند ذكر الأسباب التي دعت للكتابة في هذا الموضوع تبرز لنا أهميته. ومنها:
١ - عدم الكتابة فيه كتابة مستقلة فيما أعلم، إلا ما وجد متناثرًا في الكتب،