للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فنظر عمر إلى وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أعوذ بالله من غضب الله ومن غضب رسوله، رضينا بالله ربًا وبالإِسلام دينًا وبمحمد نبيًا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفسي بيده لو بدا لكم موسى فاتبعتموه وتركتموني لضللتم على سواء السبيل ولو كان موسى حيًا وأدرك نبوتي لاتّبعني" (١).

فهذه نصوص السنّة تدل دلالة واضحة على عموم رسالته - صلى الله عليه وسلم -، ويدخل في هذا العموم أهل الكتاب وغيرهم من الناس، فهم يدخلون في عموم النصوص التي أوردناها. وهناك نصوص أخرى من الكتاب تدل دلالة قطعية على عموم بعثته - صلى الله عليه وسلم - إلى الجن والإِنس كقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧].

وقوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا} [الأعراف: ١٥٨] وقوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: ١] وقوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ} [يوسف: ١٠٤] وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: ٢٨] وقوله تعالى: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} [الأنعام: ١٩] وقوله تعالى: {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [يونس: ٢].

وجاء في الحديث الصحيح: "أُعطيتُ خمسًا لم يُعْطَهن أحد من قبلي: نُصرتُ بالرعب مسيرة شهر، وجُعلت لي الأرض مسجدًا وطهورًا فأيّما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصلِّ، وأحِلَّتْ لي الغنائم ولم تحلَّ لأحد قبلي، وأُعطيتُ الشفاعةَ، وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة" (٢) وفي حديث آخر: "والذي نفس محمَّد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ثم ولم يؤمن بالذي


(١) سنن الدارمي ١/ ٩٥ ورواه أحمد بإسناد حسن وابن حبان بإسناد صحيح.
(٢) أخرجه البخاري انظر فتح الباري ١/ ٤٣٥ كتاب التيمم الباب الأول.

<<  <   >  >>