للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

جاء في الحديث الشريف الذي يرويه عمر - رضي الله عنه - (١) يقول: "نهينا عن التكلف" (٢).

والمكلَّف في الاصطلاح: هو الشخص الذي تعلق حكم الشارع بفعله (٣).

شروط المكلَّف:

١ - أن يكون قادرًا على فهم الدليل, لأن التكليف خطاب. وخطاب من لا عقل ولا فهم له محال، والقدرة على الفهم تكون بالعقل, لأن العقل هو أداة الفهم والإِدراك، وبه يمكن الامتثال، ولما كان العقل من الأمور الخفية، ربط الشارع التكليف بأمر ظاهر منضبط يدرك بالحس، وهو البلوغ، بأن يكون عاقلًا، ويعرف ذلك بما يصدر عنه من الأقوال والأفعال، بحسب المألوف بين الناس، فمن بلغ الحلم ولم يظهر خلل في قواه العقلية والفعلية والقولية صار مكلفًا (٤).

٢ - أن يكون أهلًا للتكليف، والأهلية هي الصلاحية. قال تعالى: {إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح: ٢٦].

والأهلية تتحق بالعقل والفهم.

٣ - أن يكون عالمًا بما كُلِّف به أو متمكنًا من العلم، ليستطيع الفعل والترك (٤) , لأن التكليف بالمستحيل، والتكليف بما لا يقدر عليه المكلف محال.


(١) هو عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي، أبو حفص أسلم قبل الهجرة، وهو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري، ولقب بالفاروق، قتله أبو لؤلؤة المجوسي سنة ٢٣ هـ بطعنة خنجر مسمومة. انظر (الاستيعاب، لابن عبد البر، ٣: ١١٤٤).
(٢) أخرجه البخاري، انظر (فتح الباري ١٣: ٢٦٥).
(٣) الوسيط في الفقه الإسلامي، للزحيلي، ١٦٥.
(٤) نظرية التكليف، للجبائي، تحقيق عبد الكريم عثمان ص ٣٠٧.

<<  <   >  >>