للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ويحيى بن معين (١). وذكر ابن القيم أن شيخ الإِسلام ابن تيمية حكم ببطلانه (٢)، وذلك لأن في سنده أبا عقيل يحيى بن المتوكل.

٤ - حديث احتجاج الجنة والنار الذي أخرجه البخاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اختصمت الجنة والنار إلى ربهما، فقالت الجنة: يا رب مالها لا يدخلها إلا ضعفاء الناس وسقطهم. وقالت النار يعني أوثرت بالمتكبرين فقال الله عزّ وجلّ للجنة أنت رحمتي وقال للنار أنت عذابي أصيب بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها قال فأما الجنة فإن الله لا يظلم من خلقه أحدًا وأنه ينشىء للنار من يشاء فيُلقَون فيها فتقول هل من مزيد ثلاثًا فتمتلىء. ويضع بها قدمه ويرد بعضها إلى بعض وتقول قط قط قط (٣).

وجه الدلالة من هذا الحديث أن قوله: "ينشىء للنار من يشاء فيلقون فيها" قال أصحاب هذا القول فهؤلاء ينشؤون للنار بغير عمل. "فلأن يدخلها من ولد في الدنيا بين كافرين أولى (٤) ".

وقد أجيب عن هذا الحديث بأنه قد حصل فيه قلب من عند الراوي، وهذا يحدث عند رواة الحديث. وقال أبو الحسن القابسي (٥) المعروف في هذا الموضع "إن الله ينشىء للجنة خلقًا وأما النار فيضع فيها قدمه" ثم قال ولا أعلم في شيء من الأحاديث أنه ينشىء للنار خلقًا إلا هذا (٦). اهـ.


(١) هو يحيى بن معين سيد الحفاظ أبو زكريا البغدادي، ولد سنة ١٥٨ هـ، كان أبوه من نبلاء الكتب فخلف له ألف ألف درهم. قال عنه ابن المديني انتهى علم الناس إلى يحيى بن معين. توفي رحمه الله سنة ٢٠٣ هـ انظر (تذكرة الحفاظ ٣/ ١٠٧٩).
(٢) طريق الهجرتين لابن القيم ص ٦٧٨.
(٣) أخرجه البخاري انظر (الفتح كتاب التوحيد باب إن الله قريب من المحسنين ١٣/ ٤٣٤).
(٤) طريق الهجرتين لابن القيم ص ٦٨٧.
(٥) هو علي بن محمَّد بن خلف، ولد سنة ٣٢٤، وكان حافظًا للحديث والعلل، بصيرًا بالرجال، عارفًا بالأصلين، رأسًا بالفقه، له عدد من المصنفات، توفي رحمه الله سنة ٤٠٣ هـ انظر (تذكرة الحفاظ ٣/ ١٠٧٩).
(٦) انظر (فتح الباري كتاب التوحيد باب إن الله قريب من المحسنين ١٣/ ٤٣٤).

<<  <   >  >>