للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلا فكيف نتصور أن كلمة الخيل يشتق منها "الخيلاء والرجل يشتق منها ترجل". والوجه يشتق منه وجه الرجل أي صار وجيهًا ... إلخ. وكل ذلك انحدر إلينا من المحسوسات، ومن هنا نستطيع أن نتصور أن الكلمات التي نبعت من الأصوات الطبيعية يمكن أن تتطور في معناها، فتصبح صالحة للتعبير عن الدلالات الراقية المتحضرة.

٣- ما تقرره هذه النظرية بشأن اللغة الإنسانية في مراحلها الأولى يكاد يتفق مع ما نعرفه عن لغات الأمم البدائية، ففي تلك اللغات نجد أن كثيرًا من المفردات تحكي بأصوات حروفها أصوات الأحداث التي تدل عليها، كما أنهم يستعينون بالإشارات عندما يحتاجون إليها، نتيجة لنقص لغاتهم وعدم قدرة هذه اللغات على الوفاء بالتعبير عن مختلف الدلالات.

وبعد كل ما تقدم نرى أن ابن جني الذي عاش في القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي قد نادى بما ينادي به علماء الغرب المحدثون مثل "جسبرس" و"وتني" وأن عقليته الفذة قد سبقت عصره وتخطته، وخلف لنا دراسات قيمة هي المنهل العذب الذي ننهل منه وينهل منه معنا علماء الغرب.

وهناك نظريات أخرى في نشأة اللغة منها:

<<  <   >  >>