يرى ابن جني أن تطور اللغة دعت إليه الحاجة وهو بهذا يخالف ابن فارس في رأيه من أن اللغة تطورت على يد الأنبياء، نبيًّا نبيًّا، إلى أن ختم الأنبياء بمحمد -صلى الله عليه وسلم- ويتفق مع ابن فارس في أن اللغة لم توجد دفعة واحدة.
٣- ثم تكلم ابن جني عن الاسم والفعل والحرف متسائلًا أي الأجناس الثلاثة تقدم؟ وهل وقع جميعها في وقت واحد أم تتالت وتلاحقت قطعة قطعة وشيئًا بعد شيء وصدرًا بعد صدر؟ وذكر في ذلك مذهب أستاذه أبي علي الفارسي وهو وقوع كل صدر منها في زمان واحد وإن كان تقدم شيء منها على صاحبه فليس بواجب أن يكون المتقدم على الفعل الاسم ولا أن يكون المتقدم على الحرف الفعل، وإن كانت رتبة الاسم في النفس أن يكون قبل الفعل والفعل قبل الحرف، وذلك أن المتواضعين عندما علموا أنهم محتاجون إلى التعبير عن