للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[تشعبها]

أنشأت الدراسات اللغوية مزيجًا من النحو والصرف واللغة والأدب والأصوات وما إلى ذلك من علوم اللغة العربية؛ وذلك لأن هذه الفروع كانت متداخلة آخذًا بعضها بحجز بعض -كما قلنا- لقرب الصلة بينها في الغرض والهدف، فكان الأديب حينذاك لغويًّا صرفيًّا نحويًّا، والنحوي أديبًا لغويًّا صرفيًّا، ثم أخذت هذه الفروع تمتاز بعضها من بعض في البحث والتدوين من أوائل الطور الثاني الذي يبدأ من عهد الخليل بن أحمد وأبي جعفر الرؤاس إلى أول عصر المازني البصري وابن السكيت الكوفي، أخذت تمتاز بعضها عن بعض تدريجيًّا حتى اشتهر بعض العلماء بالنحو واشتهر آخرون باللغة وهكذا.

وتقلص عن كتب النحو من أوائل هذا الطور ما لا يتصل به اتصالًا وثيقًا كمباحث اللغة والأدب والأخبار، على أن الخليل وهو غرة جبين هذا الطور قد جمع بين اللغة والنحو فإنه ذكر في كتاب العين الذي هو الأساس لكتب اللغة مقدارًا كبيرًا من النحو١.

أما الصرف فلقد أخذ العلماء يعالجون مسائله استطرادًا وفي خلال دراستهم لمسائل النحو منذ أواخر القرن الأول الهجري، ثم أخذت مسائل الصرف تنفصل


١ نشأة النحو الشيخ الطنطاوي ص٣٠، ٣١.

<<  <   >  >>