للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكلاهما اسم. وأيضًا فإن المضارع يعتل لاعتلال الماضي، وإن كان أكثر الناس على أن المضارع أسبق من الماضي. وأيضًا فإن كثيرًا من الأفعال مشتق من الحروف، نحو قولهم: سألتك حاجة فلوليت لي أي قلت لي: لولا، وسألتك حاجة فلا ليت لي، أي قلت لي: لا.

واشتقوا أيضًا المصدر -وهو اسم- من الحرف، فقالوا: اللالاء واللولاة، وإن كان الحرف متأخرًا في الرتبة عن الأصلين قبله، الاسم والفعل. وكذلك قالوا: سوفت الرجل، أي قلت له: سوف، وهذا فعل -كما ترى- مأخوذ من الحرف. ومن أبيات١ الكتاب:

لو ساوفتنا بسوف من تحيتها ... سوف العيوف لراح الركب قد قنع٢


١ يقصد كتاب سيبويه، انظر ج٢ ص٣٠١.
٢ ساوفتنا: معناها: واعدتنا بسوف أفعل. والعيوف: الكاره والكارهة، وقنع: أصله قنعوا فحذف الواو التي هي علامة المضمر ومعنى البيت: لو وعدتنا بتحية في المستقبل لقنعنا، إن كانت عازمة على المطل إذ كانت كارهة لذلك والبيت في لسان العرب "سوف" منسوبًا لابن مقبل.

<<  <   >  >>