للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محذوفًا منه، والأفعال لا تحذف، إنما تحذف الأسماء نحو: يد، ودم، وأخ، وأب، وما جرى مجراه، وليس، الفصل كذلك، فأما خذ، وكل ومر، فلا يعتد إن شئت لقلته؛ وإن شئت لأنه حذف تخفيفًا في موضع وهو ثابت في تصريف الفعل، نحو أخذ يأخذ وأخذ وآخذ.

فإن قلت: فكذلك أيضًا يد، ودم، وأخ، وأب، وغد، وفم ونحو ذلك؛ ألا ترى أن الجميع تجده متصرفًا وفيه ما حذف منه، وذلك نحو أيد وأيادٍ ويدي، ودماء ودمي، وأدماء والدما في قوله: فإذا هي بعظام ودما. وأخوة وأخوة، وإخاء وأخوان وآباء، وأبوة وأبوان. وغدوا بلاقع١. وأفواه وفويه، وأفوه وفوهاء وفوه، قيل: هذا كله إن كان قد عاد في كل تصرف منه ما


١ هذا بعض بيت من قصيدة للبيد والبيت هو:
وما الناس إلا كالديار وأهلها ... بها ويوم حلوها وغدوا بلاقع
وفي القصيدة البيت المشهور:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه ... يخور رمادًا بعد إذ هو ساطع
والبلقع والبلقعة: الأرض القفر التي لا شيء بها، يقول صلى الله عليه وسلم: اليمين الفاجرة تذر الديار بلاقع.

<<  <   >  >>